بداية لا بد من الاعتراف بأن عودة ظهور
القمل بعد اختفائه لمدة عقود و قدرته اليوم أكثر من الماضي على المناورة و
المقاومة و الصمود أمام كل الخيارات العلاجية جعلت منه مشكلا عويصا استسلم أمامه
غالبية الناس بعد تجريبهم مستحضرات فاشلة أو خلطات لم تكن لها جدوى و كشفت
احصائيات همت عينة من آباء و أولياء أطفال مصابين بالطفيلي الأكثر شهرة في العالم أن
جلهم يشتركون في جهلهم للكثير من الحقائق و المعلومات التي تهم حياة القمل ، طريق
تكاثره و انتقاله من شخص لآخر و كذلك يتسمون بميزة الاستعجال على النتائج إذ
يريدون التخلص من القمل و الصيبان نهائيا و بأسرع وقت في الوقت الذي يتطلب فيه هذا
الأمر صبرا و جلدا ، مثابرة ، حرصا و كثيرا من اليقظة حتى بعد التعافي منه .
وفي
اطار التوعية و جعل الآباء و الأمهات أكثر قدرة على مواجهة القمل و الصيبان عبر
توفير كل المعارف و المعلومات حول حشرات الشعر اليوم بحول الله مع قوته سنحاول
الجواب في المقالة التي بين أيديكم عن استفسار وصلنا في غير ما مرة عن الفرق بين قشرة الشعر وبيض القمل و في هذا السياق
فقد تم استجواب العديد من الآباء عن كيفية
استشعارهم وجود القمل في رؤوسهم أو رؤوس أبنائهم فكان جوابهم بأن أعظم دليل على
ذلك هو كثرة الحك مع العلم أن الرغبة في الحك بشكل متواتر لا يعد بالضرورة دليلا
على الاصابة بالقمل بل يكون في أغلب الأحيان علامة على وجود العديد من الأمراض
التي تصيب فروة الرأس و لعل أبرزها هو مشكل القشرة في الشعر و التي تشكل ازعاجا و
تولد شعورا بالهراش و الاحساس بالإزعاج و الرغبة المتزايدة في الحك . إذن ما
السبيل إذن لاستجلاء الفرق بين بيض القمل والقشره . هذا ما سنحاول توضيحه في بطن موضوعنا .
الفرق بين بيض القمل والقشره
يدعي الكثير من الناس بوجود تشابه كبير بين شكل الصيبان الميت و قشرة الشعر غير أنه هناك بعض نقاط الاختلاف المهمة
بين القمل والقشرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
● الموضع : يضع القمل بيوضا تدعى
صيبانا بينما سبب القشرة يعود إلى بشرة متقشرة.
و قد يبدو كلاهما متشابهًا إلا أن الكشف بدقة
و تمحيص يظهر اختلافات جوهرية. تلتصق الصيبانة بخصلات الشعر بفضل المادة اللاصقة
التي يفرزها القمل البالغ بينما تتساقط القشرة
بسهولة من الشعر. بالاضافة إلى ذلك تبدو القشرة واضحة في فروة الرأس، بينما تكون بيوض
القمل أكثر وضوحًا في الشعر وليس الفروة.
● امكانية النزع : من المعلوم أن الصيبان يمتلك
مادةً لاصقةً تمكنه من الالتصاق بخصلات الشعر و لا يمكن انتزاعه بسهولة ، بينما القشرة
تكون متناثرة على أطراف الشعر و نستطيع تخليص الشعر من قطعها عبرعملية تمشيط يسيرة
.
● قابلية العدوى : القشرة غير معدية بخلاف القمل الذي ينتقل بسهولة من شخص
مصاب لآخر سليم .
● الحكة : القشرة والقمل يلتقيان في
كونهما يسببان الحكة لكن بنسب متفاوتة . ففي الوقت الذي تميل فيه القشرة لأن تكون أكثر
إثارة للحكة في الفروة الجافة. ينتاب المصاب بالقمل بشعور بزحف في فروة رأسه.
● العقد اللمفاوية : يمكن أن تقود
الاصابة بالقمل إلى حدوث عدوى بكتيرية، خاصةً عند حك الشخص فروة رأسه بقوة و
باستمرار مسببًا النزف. يشعر بعض الأشخاص المصابين بالقمل بتورم ملحوظ على مستوى العقد
اللمفاوية أعلى الرقبة أو في منطقة أعلى الأذن.
● الحجم : حجم الصيبان صغير للغاية، إلى
درجة أنه يستعصي علينا أحيانا رؤيته بالعين المجردة خصوصا في مكان فيه إنارة خافتة
.
● اللون : يتميزالصيبان باللون الذهبي الذي
يميل إلى السواد و هذا يتناسب اطرادا مع عمر الصيبانة بينما تتميز القشرة بلونها
الشفاف الذي ينحو إلى البياض .
أشكال التدخل العلاجي :
1- حلق الشعر : بالنسبة للذكور و التقليل من طوله
بالنسبة للإناث و ذلك خلال الفترة العلاجية .
2- الانتزاع اليدوي : و يتم عن طريق اقتلاع
الصيبان الملتصق بخصلات الشعر و تنبغي الاشارة الى أن هذه الطريقة تعد الأكثر
نجاعة لكن في الوقت تعد الأصعب نظرا لأنها تتطلب صبرا و دقة في الاشتغال و مداومة
على تطبيقها حتى الوصول إلى خلو كامل من بيض القمل .
3- الاستعانة بمشط القمل الكهربائي vcomb : و هو مشط قمل استرالي الصنع صمم خصيصا لتسهيل ازالة الصيبان من الشعر . تجدر الاشارة الى أننا
خصصنا إحدى مقالاتنا للحديث عن جهاز ازالة القمل vcomb
يمكنك الرجوع اليها عبر النقر هنا .
4- اللجوء إلى الخل : و خصوصا خل التفاح إذ يعمل على
إبطال مفعول اللصاق الذي يلتصق به الصيبان بخصلات الشعر و من تم انسيابه بعد عملية
التمشيط بمشط قمل ذي أسنان متراصة و ضيقة .
بعد تطبيق كل ما أسلفنا و التسلح بالعزيمة و الصبر اللازمين لا ينبغي إهمال دور الوقاية القبلية و البعدية إذ هي الكفيلة بالقطع مع حالات
معاودة الاصابة و إلا فأي تقاعس من شأنه أن يؤدي بنا إلى تجرع مرارة المعاناة مجددا و قد يكون ذلك بشكل مستمر .